للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالواسطة، بمعنى أنني قلدت من ذهب إلى أن الذي في الإسناد هو فلان، ولا أنفصل عن هذا التقليد إلا بتأمل الأدلة التي استند إليها والنظر فيها، كما تقدم التنبيه عليه أيضا في النوع الذي قبل هذا.

يدل على ما تقدم أن أصحاب كتب الأطراف يختلفون فيما بينهم في تعيين الراوي وتسميته، وربما اختلف رأي الإمام الواحد، فقد تقدم مناقشة المِزِّي لابن عساكر حين ذهب إلى أن عبد الله بن موسى الذي يروي عن أسامة بن زيد، عن الزهري- هو عبد الله بن موسى بن شيبة، وذكر المِزِّي أنه عبد الله بن موسى التيمي (١).

ومثله رواية قتيبة بن سعيد، عن بكر بن مضر، عن عُمَارة بن غَزِّيَّة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن جابر مرفوعا: "ليس من البر الصيام في السفر" (٢)، وضعه المِزِّي في ترجمة (محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر)، وتعقبه ابن حجر بأنه محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زُرَارَة، هكذا جاء مسمى في طرق أخرى إلى قتيبة، وقد ذكر المِزِّي أحدها (٣).

ومن ذلك أيضا أن محمد بن جحادة، روى عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعا: "في الجنة مئة درجة، ما بين كل درجتين مئة عام" (٤)، فذكر المِزِّي هذا الحديث في ترجمة عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة (٥)، وكذا ذكره ابن حجر في "أطراف المسند" (٦)، لكنه في


(١) انظر: ما تقدم في المبحث الأول.
(٢) "سنن النسائي" حديث ٢٢٥٦.
(٣) "تحفة الأشراف"٢: ٢٦٩، و"النكت الظراف"٢: ٢٧٠.
(٤) "سنن الترمذي" حديث ٢٥٢٩، و"مسند أحمد"٢: ٢٩٢.
(٥) "تحفة الأشراف"١٠: ٢٦٧.
(٦) "أطراف المسند"٧: ٤١٢.

<<  <   >  >>