للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتطلب هذا كله من النقاد تتبع أحوال الرواة، وإعطاء الراوي ما يستحقه في جميع شيوخه على التفصيل.

وهذه الصورة أكثر صور اختلاف حال الراوي وجودا، فقل راو من الرواة المعروفين إلا ويجري فيه استثناء، وقد خصص الباحث صالح بن حامد الرفاعي رسالته الماجستير للثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم، وأصلهم فصل في "شرح علل الترمذي لابن رجب" (١)، إلا أن الباحث اقتصر في رسالته على من ضعف في ثلاثة من شيوخه فأقل، مع تقييدات أخرى، ومع هذا فلم يستوفهم (٢).

ومن أمثلة هذه الصورة: حماد بن سلمة، وهو قوي جدا في بعض شيوخه كثابت البناني، وحميد الطويل، وعلي بن زيد، وعمار بن أبي عمار، وقد لازم هؤلاء وحفظ عنهم، وهو دون ذلك في أكثر شيوخه، كقتادة، وأيوب السَّخْتِيَاني، وعمرو بن دينار، والجُرَيْري، وداود بن أبي هند، وقيس بن سعد، يخطئ عليهم كثيرا، على تفاوت بينهم (٣).

وجرير بن حازم الأزدي البصري، هو ثقة إلا في قتادة فهو فيه ضعيف، كذا قاله جماعة من الأئمة، قال عبد الرحمن بن مهدي: "يضعف في حديثه عن قتادة" (٤).

وقال أحمد: "أشياء يسندها عن قتادة بواطيل" (٥)، وقال الميموني:


(١) "شرح علل الترمذي"٢: ٧٨١ - ٨١٣، و"الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم" ص ٥ - ١٠.
(٢) "الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم" ص ٧ - ١٠، ٢٣٧.
(٣) "حماد بن سلمة ومروياته في مسند أحمد عن غير ثابت" ص ٧٦ - ٨٠.
(٤) "شرح علل الترميذي"٢: ٦٢٤.
(٥) "شرح علل الترمذي"٢: ٦٢٤.

<<  <   >  >>