للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تلك الحصر التي ترمل من سعف الفحال من النخيل فتكلم به على التجوز كما قالوا فلان يلبس القطن والصوف وقال أحيجه بن الجلاح:

تأبري يا خيرة الفسيل ... تأبري من جند فشولي

إذ ضن أهل النخل بالفحول تأبري اقبلي وجند موضع وشولي ارتفعي وطولي وأراد إذ ضن أهل النخل بطلع الفحول قد وقف على حديث عثمان فيما رد على أبي عبيد وقال قد تدبرت هذا الحديث فرأيت لفظه يدل على أنه أراد لا شفعة في نفس البئر والفحل وكان الصواب أن يقول ولا يقال فحال في غير النخيل كما قال ابن السكيت.

ذكور ما شهر منه الإناث قال أبو محمد " الثعلبان ذكر الثعالب " وأنشد:

أرب يبول الثعلبان برأسه ... لقد ذل من بالت عليه الثعالب

هذا البيتن يضرب مثلا للذليل المستضعف وهو فيما أخبرت عن الحسن بن علي عن محمد بن العباس عن أحمد بن معروف عن الحارث بن أبي أسامة عن محمد بن سعد لراشد بن عبد ربه وهو أحد الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة من بني سليم فأسلموا وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم رهاط وفيها عين يقال لها عين الرسول وكان راشد يسدن صنما لبني سليم فرأى يوما ثعلبانا يبول عليه فقال أرب يبول الثعلبان برأسه البيت ثم شد عليه فكسره ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ما اسمك " فقال غاوي بن عبد العزي فقال " أنت راشد بن عبد ربه " فأسلم وحسن إسلامه وشهد الفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم وقال رسول الله " خير قرى عربية خبير وخير بني سليم راشد " وعقد له على على قومه. قال " والعلجوم ذكر الضفادع " ويقال له أيضا العدمول والأنثى ضفدعة والولد الشرنوغ والشفدع.

قال " والشيهم ذكر النافذ " وأنشد للأعشى يهجو عمير بن عبد الله بن المنذر عجز بيت قبله:

فإني وثوبي راهب اللج والتي ... بناها قصيّ وحده وابن جرهم

<<  <   >  >>