فيها ولا هو خلقة إنما تفعله لعزة أنفسها قالت الخنساء ":
ولما أن رأيت الخيل قبلا ... تباري بالخدود شبا العوالي
كذا أنشد رأيت بضم التاء ونسب الشعر إلى الخنساء وليس لها والصواب رأيت بفتح التاء على الخطاب والشعر لليلى الإخيلية ترثي توبة وتعير قابضا فراره عنه وهو قابض بن عبد الله ابن عم توبة وأول الأبيات:
ولما أن رأيت الخيل قبلا ... تباري بالخدود شبا العوالي
صرمت حباله وصددت عنه ... بعظم الساق ركضا غير آل
على ربذ القوائم أعوجي ... شديد الأسر منكمش التوالي
قولها تبارى تعارض وتسابق والشبا أطراف الأسنة الواحد شباة والعوالي جمع عالية الرمح وهي ما دون السنان إلى نصف القناة يقول كأن الخيل تريد أن تسبق أسنة الرماح والمعنى إنها لا تالو جهدا ويروى لما أن رأيت صرمت حباله تقول لما رأيت الخيل على هذه الحالة صرمت حبال ابن عمك توبة وأسلمته وجعلت تركض فرسك وأنت فار غير مقصر تستحثه بعظم ساقك في الركض والآلي المقصر وقولها على ربذ القوائم أي خفيف القوائم وأعوجي منسوب إلى أعوج الأكبر وهو فرس لغنى وأعوج الأصغر لبني هلال بن عامر والأسر الخلق والقوة ومنكمش سريع والتوالي يريد آخر عدوه ويقال عجزه ورجلاه وإنما يصف أنه سريع اليدين منكمش الرجلين ويروى منكفت النوالي أي منقبضهما. قال أبو محمد "، يستحب في المنخر السعة لأنه إذا ضاق شق عليه النفس فكتم الربو في جوفه فيقال له عند ذلك فقد كبا " الربو البهر وهو أن يعدو الرجل أو الفرس حتى يغلبه البهر وكبا الفرس يكبو إذا ربا وانتفخ من فرق أو عدو حتى يقوم فلا يتحرك من الأعياء والكبو الامتلاء. قال ويستحب في الأفواه الهرت قال وأنشد:
هريت قصير عذار اللجام ... أسيل طويل عذار الرسن
وقد فسره والهريت الواسع الشدقين الطويل شق الفم وأنشد أبو محمد لأبي داود: