للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تواتر بين شد غير كد ... وأرخاء وتقريب طميط

كغادية السحابة إذا ألحت ... على المعزاء بالبرد الهزيم

ملاعبة العنان بغصن بان ... إلى كتفين كالقتب الشميم

النطاف جمع نطفة وهو الماء القليل يريد أنها تؤثر بالماء سراً من القوم لكرامتها وخالها قيمها من قولهم فلان خال مال إذا كان حسن القيام عليه يعني فارسها والزعيم الرئيس يريد أن فارسها شريف إذا كانت مشورة حضرها وتواتر أي تتابع أي يجيء شيء ثم ينقطع ثم يجيء بعده شيء والشد العدو يقول تجيء به ولا تكد فيه ولا تضرب والأرخاء جريٌ سهل والتقريب في قول الأصمعي أن يضع الفرس يديه معا ويرفعهما معاً وقال أبو زيد إذا رجم الأرض رجماً فهو التقريب والطميم العدو السهل وقال الأموي طم الفرس في سيره طميما وهو مضاؤه وخفته والغادية السحابة تمطر أول النهار وألأحت اشتد وقعها والمعزاء الأرض ذات الحصى والأمعز مثلها والهزيم المنهزم الذي لا يستمسك والملاعبة النشيطة تلاعب العنان بجيد كغضن بان في طوله واعتداله والشميم المرتفع.

فأما خبر سلمان بن ربيعة فروى الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه شك في العتاق والهجن فدعا سلمان بن ربيعة الباهلي بطست من ماء أو بترس فيه ماء فوضع بالأرض ثم قدمت الخيل إليه فرسا فرسا فما ثنى منها سنبكه فشرب هجنة وما شرب ولم يئن سنبكه عرّبه وروى أيضاً أن سلمان بن ربيعة الباهلي عرض الخيل فمر عمرو بن معدي كرب على فرس فقال سلمان هذا هجين فقال عمرو وعتيق فقال سلمان هو هجين قال عمرو وعتيق فأمر به سلمان فعطش ثم دعا بطست من ماء ودعا بخيل عتاق فشربت فجاء فرس عمرو فثنى يده وشرب وهذا صنيع الهجين فقال له سلمان ترى فقال أجل الهجين يعرف الهجين فبلغت عمر فكتب إليه قد بلغني ما قلت لا ميرك وبلغني إن لك سيفا تسميه الصمصامة وعندي سيف أسميه مصمما وأيم الله لئن وضعته على هامتك لا أقلع حتى أبلغ به شيئاً وقد ذكره فإن سرك أن تعلم أحق ما أقول فعد. قال أبو محمد " ويستحب ارتفاع الكتفين والحارك والكاهل " وأنشد لزهير بن مسعود الضبي بيتاً قبله:

يا ليت شعري والمنى ضلة ... والمرء ما يأمل مكذوب

<<  <   >  >>