هل تذعرن الوحش بي في الضحى ... كبداء كالصعدة سرحوب
مدفقة المتنين ينمي بها ... هاد كجذع النخل يعبوب
وكاهل أفرع فيه مع إلا ... فراع أشراف وتقبيب
المنادى محذوف تقديره يا هؤلاء ليت شعري بمعنى علمي وهو في موضع نصب بليت والخبر محذوف تقديره واقع أو كائن تمنى أن يعلم هل تذعرن الوحش وقوله والمنى ضلّة إلى آخر البيت اعتراض أي التمني ضلال وهي جمع منية وهي الأمنية وقوله والمرء ما يأمل مكذوب أي كذب ما تمناه حين حدّثته به نفسه والكبداء من الخيل العظيمة الوسط والصعدة القناة تنبت مستوية شبهه بها في الطول والسرحوب الطويلة وقوله مدفقة أي مندفقة منصبة والمتنان والمتنيان مكتنفا الصلب والهادي العنق شبهه في طوله بجذع النخل واليعبوب الشديد الجري والكاهل مقدم الظهر مما يلي العنق وهو الثلث الأعلى فيه ستّ فقارات والتقبيب الضمر.
قال أبو محمد " ويستحب عرض الصدر " وأنشد لأبي النجم:
راح ورحنا بشديد زجله ... نفرعه فرعا ولسنا نعتليه
يهمهم الصوت وطوراً يصهله ... منتفخ الجوف عريض كلكله
الرواح التصرف بالعشي وهذا على أعمال الفعل الثاني والزجل الصوت الرفيع ونفرعه نكفّه يقال فرعت الفرس إذا كبحته باللجام فسال الدم وعتل الناقة والفرس إذا أخذ بزمامها فقادها قوداً ويقال لا أتعتّل معك شبراً أي لا أبرح مكاني ولا أجيء معك والهمهمة نحو الحمحمة وهي دون الصهيل كأنها حكاية صوته إذا طلب العلف أو رأى صابحه ومنتفج بالجيم أي عظيم الجوف والانتفاخ بالجيم يكون عن غير علة والانتاخ بالخاء عن علة والكلكل الصدر. قال أبو محمد " فأما الجؤجؤ والزور وهما شيء واحد فيستحبفيهما الضيق قال عبد الله بن سليمة " ويقال سلمة ويقال سليم:
ولقد غدوت على القنيص بشظيم ... كالجذع وسط الجنة المغروس
متقارب الثفنات ضيق زوره ... رحب اللبان شديد طي ضريس
القنيص الصيد وهو القنص والشيظم الفرس الطويل وقوله ووسط الجنة أراد