للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسط الجنة فسكنها وهي لغة قال: ووسط الدار ضربا واحتمايا فأما وسط الذي يكون ظرفا فبالا سكان ولم يسمع فيه التحريك تقول جلس وسط القوم لا غير وأراد كالجذع المغروس وسط الجنة والجنة البستان وسميت جنة لأن الأشجار تجن أرضها أي تسترها والثفنات مواصل الذراعين في العضدين والساقين في الفخذين وإنما الثفنات للبعير وهو ههنا مستعار والمعنى أن مرفقيه أحدهما قريب من الآخر ورحب واسع واللبان الصدر وقوله شديد طي ضريس أي شديد طيّ الفقار ضرس ضرساً وأصله في البئر إذا طويت بحجارة وقيل ضرست ضرسا. قال أبو محمد " ويستحب أيضاً عظم جنبيه وجوفه وانطواء كشحه قال النابغة الجعدي ":

وغارة تسعر المقانب قد ... سارعت فيها بصلدم صمم

خيط على زفرة فتم ولم ... يرجع إلى دقةٍ ولا هضم

الغارة الخيل المغيرة يقال أغار الفرس إغارة وغارة وهي سرعة حضره وتسعر تهيج والمقانب جمع مقنب وهو ما بين الثلاثين إلى الأربعين من الخيل وقوله بصلدم أي بفرس صلدم وهو الشديد والصمم نحوه وهو الشديد الخلق المعصوب ويروى قد حاربت فيها ومعنى قوله خيط على زفرة أي خلق منتفجا مجفر الجنبين عظيمهما كأنه زفر فخلق على ذلك ولم يرجع إلى دقة خلق عليها ووالهضم إنضمام الجنبين ويروى رقةٍ. قال أبو محمد " ويستحب أشراف القطاة ويكره تطامنها " وأنشد لامرئ القيس:

ولم أشهد الخيل المغيرة بالضحى ... على هيكل نهد الجرازة جوال

سليم الشظا على الشوى شنج النسا ... له حجبات مشرفات على الفالي

وصم حوام ما بقين من الوجى ... كأنه مكان الردف منه على رال

وقبل ذلك: كأني لم أركب جواداً للذة يقول ذهب عني الشباب فإني لم أفعل هذا والضحى ارتفاع النهار وخص الضحى لأن الغارة تكون في وجه الصبح والهيكل الفرس الضخم والنهد المشرف

<<  <   >  >>