دعوهم وانصرفوا إلى العمل. ليعمل كل فرد منكم جهده وليجاهد ما استطاع. نعم، إن ما يقدر عليه الفرد لا يقوم به عمل ولا يأتي منه كبير فائدة، ولكن الأفراد كثيرون، ويستطيعون -إذا وحّدوا جهودهم وعملوا جميعاً- أن يوجِدوا من قليلٍ كَلٍّ كثيراً له أثره وعمله في هذه الدعوة المنشودة.
فلِمَ لا نتفاهم إذن، ولِمَ لا نسعى إلى العمل جميعاً؟
إننا نحتاج إلى شيئين اثنين قبل كل شيء، وهذان الشيئان قوام حياتنا وأصل نجاحنا: مدرسة إسلامية تنجب للمستقبل رجالاً هم مسلمون قبل أن يكونوا وطنيين وقبل أن يكونوا متعلمين، وتقي أبناءنا وإخواننا شر هذه المدارس التبشيرية وأشباه التبشيرية، التي تفجعنا بهم وتعيدهم إلينا مارقين من دينهم، متجردين من قوميتهم جاهلين بلغتهم وتاريخهم ... وجريدة إسلامية تخلّصنا من هذه الجرائد التي طلّقت الدين ثلاثاً، وأصبحت -إلا القليل منها- ترى الدعوة إليه والبيان لمحاسنه عاراً عليها ومَثلبة، وترى الدعوة إلى أوربا والترغيب في خبائثها فخراً لها ومكرمة!
فإذا وجدنا هذه الجريدة الإسلامية استطعنا أن نبيّن حكم الله في هذه الأمور التي تمرّ بنا، وأن نحارب هؤلاء المارقين أعداء الله بمثل السلاح الذي يحاربوننا به. وإذا وجدنا تلك المدرسة الإسلامية قَدِرْنا أن ننظر إلى المستقبل ونحن مطمئنون إلى نجاحنا فيه وظفرنا عليه.