لا؛ ما في الأمر هزل، وإنما هي إحدى قريباتنا عادت من مصر بعد أن لبثت فيها أربع سنين برأس غير رأسها الذي ذهبت به. لا أعني أنها استبدلت به رأس رجل بعملية جراحية، ولكن أعني أنها استعارت مخّ رجل من هؤلاء الذين يغالون في الانتصار للمرأة حتى يجاوزوا بها حد المساواة بالرجل إلى حكمه والتفوق عليه!
وليست قريبتنا هذه عالمة ولا كاتبة (وذلك ما نحمد الله عليه!) ولكنها تقرأ من الجرائد والمجلات ما يدور حول ما يسمونه «حرية المرأة»، وتبالغ في العصبية لهذه الآراء وتلحّ في إذاعتها ونشرها، ولا تبالي بالقوانين الطبيعية التي جعلت بين الجنسين اختلافاً ... بل هي تفهم أن المرأة مظلومة فيجب أن تتحرر، وأن الرجل ظالم فيجب أن يقاوَم.
ولا تنحصر هذه المقاومة -في رأيها- في إصلاح أخطائه،
(١) في «ألف باء» بتاريخ ٥/ ٧/١٩٣٢ (١ ربيع الأول ١٣٥١).