ظهر الفساد في البر والبحر، وذاع الإلحاد والفسوق في الأرض، حتى أصبح المعروف منكَراً والمنكَر معروفاً والقابض على دينه كالقابض على الجمر، واستطال هؤلاء «المجدِّدون» أعداء الله على الدين واللغة، يريدون أن يصير الدين إلحاداً واللغة عامية، ويجادلون في ذلك ويناضلون عنه، وما لهم من حجة
(١) هذه هي مقدمة العدد الأول من كتاب «البعث» الذي صدر في غرة المحرم سنة ١٣٥٠ (١٩/ ٥/١٩٣١)، وهو غير مجلة «البعث» التي صدرت بعد ذلك بشهور، صدر عددها الأول في غرة جمادى الأولى من السنة نفسها. وقد روى جدي رحمه الله قصة «البعث» في آخر الحلقة الخمسين من ذكرياته فقال: "وممّا كان سنة ١٩٣١ من أحداث في تاريخ حياتي إصدار مجلة «البعث» ... أصدرتُها وحدي أولاً بعنوان: «البعث، كتاب إسلامي يصدر في أجزاء متتالية»، ثم كان الاتفاق مع «جمعية التهذيب والتعليم» على أن تأخذ الرخصة بإصدارها وتنفق عليها، وتعيّن لها مديراً مسؤولاً من أعضائها، ويكون لي أمر التحرير كله ... ثم جاء بعد خمس عشرة سنة مَن أخذ اسم المجلة الإسلامية، فجعله اسماً لحزب غير إسلامي" (الذكريات ٢/ ١٦٢) (مجاهد).