لم أجد أسخف ممّن يقول:"نحن لا نحتاج إلى الصلاة لأنها نوع من الرياضة، ولأننا نتريّض كل يوم" ... لأن هذا القائل لم يدرِ ما هي الصلاة.
الصلاة رياضة، ولكنها رياضة للنفس الخالدة لا لهذا الجسد الفاني، هي اتصال بالله وانقطاع عن هذا العالم. وإن المصلي لا يزال يرى الدنيا تتضاءل في عينيه وتصغر حتى لا يبقى لها من أثر، فلا يفكر إلا في الله جلَّ وعزّ، مؤمناً بأنه ليس في الوجود من يقدر على نفعه وضرّه إلا هو، ويستقر هذا الإيمان في نفسه ثم يفيض على لسانه فيقول:«لا إله إلا الله»، أي لا موجود غيره يؤثّر في هذا الكون، فلأرجعنَّ إليه ولأقِفَنَّ ببابه وعند أمره ونهيه، فإذا فعلت أغناني وأرضاني وأبلغني من كل شيء ما أريد.
هذه هي الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، فلا يُقْدم
(١) نشرت هذه المقالة في العدد الأول من كتاب «البعث» الذي صدر في غرة المحرم سنة ١٣٥٠ (١٩/ ٥/١٩٣١).