للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الراتب، أم الواجب؟]

نُشرت سنة ١٩٣٥ (١)

صديقنا «فلان» (٢) موظف صغير، ذو أسرة كبيرة وراتب قليل، ثم إنه ليس له إلا هذا الراتب، وليس في جيبه أو صندوقه وَفْر ورقة سورية (٣) أو ما دونها، وليس يعرف إلا هذا المورد مورداً يعيش منه هو وأسرته، فهو امرؤ عليه الطاعة والرضا وكفّ لسانه عن الكلام وقلمه عن النقد، وعليه الابتعاد عن كل ما يزلزل به هذه الوظيفة ويحرمه هذا الراتب.


(١) في «القبس» بتاريخ ٢٨/ ١١/١٩٣٥ (١ رمضان ١٣٥٤).
(٢) «فلان» هو علي الطنطاوي، فهو في هذه المقالة يتحدث عن نفسه! وقد صنع ذلك غيرَ مرة في كتاباته؛ انظر على سبيل المثال مقالة «قصة معلم» (وهي في كتاب «من حديث النفس»)، وقد نشرها سنة ١٩٣٥، في السنة نفسها التي نشر فيها هذه المقالة (مجاهد).
(٣) «الورقة» هو الاسم الدارج في الشام للّيرة، وهما مترادفتان، فربما قالوا: هذا الكتاب بخمس ليرات، وربما قالوا: هو بخمس وَرَقات. ولعل مبدأ استعمال هذه اللفظة هو تداول النقد الورقي في أول عهده، بعدما درج الناس على قِطَع النقد المعدنية (الذهبية والفضية وغيرها) أزمنة طويلة، وقد فُرض الورق عليهم أيامَ الانتداب كما قرأتم في الحاشية التي مضت في صفحة ٣٠٧ (مجاهد).

<<  <   >  >>