لله الحمد والمنّة، ومنه التوفيق والإنعام، وعلى رسوله الصلاة والسلام. نحمدك اللهم على نعمة العقل التي خصصتنا بها دون هؤلاء الملحدين، ونعوذ بك من التقليد الأعمى الذي ابتليتهم به حتى أصبحوا يتّبعون آثار أوربا شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلَت جُحر ضَبّ لدخلوه ولو سكنت وِجار كلب لسكنوه. ولا غرو، فإنها رقصت فرقصوا، وتعرّت فتعرّوا، وزنت فزنوا، وانتحرت فانتحروا! لا نعني الشبان كلهم فأكثرهم بحمد الله مؤمن، بل نعني المتنوِّرين الناهضين -كما يسمون أنفسهم- وما هم بالناهضين إلا إلى شر، وما هم بالمتنورين إلا بلهيب السعير الذي جلبته عليهم أوربا فأَصْلَتهم جحيمه، فهم أبداً أصحاب وجهين: وجه مجدِّد مخترع، وهذا ما يولونه أهلَ الدين، ووجه مقلِّد خاضع، وهذا ما يولونه أوربا، صدق والله الشاعر:«أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامة»!
وما لهم يَغضبون علينا ويُغضبوننا، ونحن لم نصنع شيئاً أكثر من الانتصار للإسلام والدعوة إلى الله؟ وعلامَ يغضبون من نصرة