أنا أتناول موضوعاً بالدرس والبحث، لا أشخاصاً بالسباب والمهاترة. وما كان السباب خلقاً صالحاً ولا وسيلة لبلوغ الغايات صالحة، ولا يصبح المرء ظافراً إذا شتم وسبّ ولكن إذا دلّلَ وأثبت.
ثم إن النصيحة إذا صدرت عن الإخلاص المجرَّد ولم يكن مبعثها رهبة ولا رغبة (وهذا ما نرجو الله أن يهبه لنا) فإنها لا تخرج عن واحد من أمرين: إما أن تكون نافعة معقولة، وإذن فعلى العاقل قبولها شاكراً، وإما أن يكون الناصح قد أخطأ في اجتهاده فكانت سيئة ضارة، وإذن فتُرَدّ ويُشكَر صاحبها على إخلاصه واجتهاده.
وقد جعلت العنوان «نصائح لمن كان يتعلم الوطنية» حتى يبقى قاصراً على هؤلاء الشبّان من طلاب وغير طلاب، الذين لا نشك اليوم في إخلاصهم ولكنّا نشك في صحة فهمهم معنى
(١) في جريدة «ألف باء»، وقد اقتُطعت المقالة من صفحة الجريدة فلم أعرف اليوم والشهر اللذين نُشرت فيهما (مجاهد).