لم أشعر منذ أيام إلا والباب يُقرَع قَرْعَ الشرطة، وصديقي الشاعر العبقري أنور العطار يطلب بلهفة واستعجال أن: هات لسان العرب، هات تاج العروس، هات الأساس ...
قلت: تفضل ادخل المكتبة وقل لي قبلُ: ماذا تريد؟
ولكنه لم يجبني، وأكبَّ على الكتب يطالع فيها ويقلب صفحاتها حتى وجد ضالّته، فألقاها مبتسماً ابتسامةَ الظفر متنفساً الصعداء وقال: ها هي كما قلت! لقد قلت للأستاذ معروف إن لفظة «الحادر» تُستعمَل في الغلام الجميل لا في الروضة الجميلة.
- ولكن الحق يا صديقي مع الأستاذ، ولا يغني عنك شيئاً أن يخصّصها القاموس بالغلام دون الروضة. وعَمَّن روى القاموس؟ إنهم أولئك البدو الرُّحَّل الذين لم يروا روضة ولا شاهدوا جنة! وعلامَ لا تُنقَل اللفظة من معنى خاص إلى عام ما دامت الحاجة تضطرنا إلى ذلك؟ وهل ...
(١) في «فتى العرب» بتاريخ ١٨/ ٥/١٩٣٠ (٢٠ ذي الحجة ١٣٤٨).