اللهم عونك وغفرانك، الحمد لك والصلاة على رسولك، والإنابة إليك، والحول والقوة بك، لا إله إلا أنت سبحانك.
أما بعد، فطالما انتظرت هذه الساعة لأكتب فيها مقدمة المجلة الإسلامية، وطالما بذلت في سبيل الحصول عليها من جهد وحملت من عناء، ثم ما كنت أقدر على شيء، حتى حسبتني أنفخ في رماد وأدعو ميتاً، وكدت أيأس ... لولا أن تدراكَنا الله بهذه المجلة، فله الحمد معطياً ومانعاً.
إن غاية «البعث» لا تخرج عما يراه القارئ في عنوانها: «بيان
(١) هذه قطعة من افتتاحية العدد الأول من مجلة «البعث». وقد علمتم أنها صدرت مجلّةً بترخيص حصلت عليه «جمعية التهذيب والتعليم» بعدما بدأها علي الطنطاوي كتاباً «يصدر في أجزاء متتالية» كما وصفه (انظر ص ١٥٦ من هذا الكتاب)، ولم أعثر من العدد الأول كله على غير هذه القطعة اليتيمة من مقدمته، فأثبتُّها هنا لقيمتها التاريخية، ولأنها تعبر عن فكر علي الطنطاوي وتوجهه الإصلاحي العميق منذ تلك الأيام المبكرة من حياته. وقد نُشر العدد الأول من المجلة في غرة جمادى الأولى سنة ١٣٥٠ (١٤/ ٩/١٩٣١) (مجاهد).