للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على إثر الخسوف:

احتجاجاتنا كطبولنا!

نشرت سنة ١٩٣١ (١)

ليلة الأحد في منتصف جمادى الأولى سنة ١٣٥٠:

عدت إلى منزلي، ومنزلي في شارع بغداد على شاطئ الغوطة (٢)، والشمس قد عادت إلى خِدْرها فهي تسحب عن الشارع ذيلها الأخير، فيُرى للسائرين فيه ظلالٌ مستطيلة كأنما هي ظلال الأشجار الباسقة التي تكتنف الشارع من ضفتيه، وتبدأ منهما فلا تنتهي إلا على حدود البادية، فيكون منها هذه الجنة الفَيْنَانة التي حفزت بجمالها الفاتحين إلى امتلاكها منذ فجر


(١) في العدد الثالث من مجلة «البعث» التي أصدرها علي الطنطاوي، وقد صدر هذا العدد بتاريخ ١٤/ ١٠/١٩٣١ (غرة جمادى الآخرة سنة ١٣٥٠).
(٢) قال في ذكريات سنة ١٩٣١: "كانت داري في شارع بغداد يوم كان طريقاً خالياً وسط البساتين ما على حاشيته شيء من هذه العمارات التي تقف اليوم ... " (الذكريات ٢/ ٢٩١)، وهو اليوم شارع في وسط المدينة، لا غوطة تحف به ولا بساتين (مجاهد).

<<  <   >  >>