الأديب في الأمة هو لسانها الناطق بمحاسنها الذائد عن حماها، وقائدها إلى مواطن فخرها وذرى مجدها، فهو ذخر لها لا يعدله ذخر، وقصيدةٌ أو مقالة تحرّرها أنملة أديب بليغ -مؤمن بما يقول مخلص لما يدعو إليه- أنفع للأمة المظلومة وأَعْوَن على نيلها حقَّها من مئة جندي مدجَّج بالسلاح! فهل عندنا من أمثال هذا الأديب أحد؟
هل عندنا الأديب الذي عرف آلام الأمة وآمالها، وبحث فيما يسرّها وما يسيئها، ثم انتدب نفسه لتصوير آلامها والسعي لإبلاغها آمالها؟ هل عندنا الأديب الذي قتل التاريخ علماً، وغاص على خفاياه ومعضلاته فأحاط بها فهماً، ثم عمد إلى مواطن الفخر ومواقف الأسى فصاغها قصيدة عصماء، تكون كل قطرة من المداد أريقت على صفحتها بمثابة قطرة من الدم أُهرقت على مذبح الحرية والاستقلال؟ هل عندنا الأديب الذي آمن بعقيدة سامية فيها مصلحة الوطن وفائدته، ثم وقف نفسَه على الدفاع عنها وتأييدها؟ هل عندنا الأديب «الأديب» الذي ترفّع