أما الآن فقد وجب عليّ أن أتقلد السلاح وأنزل إلى الميدان، فأدلي برأيي بصراحة وأنازل من يخالفه أو يعمل على ردّه. وها أنَذا أسوقه دون أن أجمجم القول أو أخشى، فأقول: إن اشتغال الطلاب بالسياسة، وتسرب الفوضى إلى مدارسهم وامتلاء رؤوسهم بفكرة التمرد والعصيان، وجرأتهم بالسباب والشتائم على أساتذتهم ومديريهم ... كل هذا أعمال تضرّ الأمة، ولا يكون مَن يحثّ عليها أو يشجّعها إلا مجرماً، بل خائناً لأمته وبلاده!
وأنا أردّ سلَفاً على من يزعم أنني رجعي أو مدفوع بأني لا أنتسب إلى حزب من الأحزاب، وأني أول من دعا إلى توحيد
(١) في «ألف باء» بتاريخ ٢٨ شباط ١٩٣٢ (٢٠ شوال ١٣٥٠). وفي أصل المقال تعليق بخط جدي قال فيه: "ربما كان هذا المقال أشدَّ مقال كتبته أثراً وأعمقَه، وذلك أني كنت رأس حركة الطلاب ورئيس لجنتهم العامة، فانسحبت لمّا تدخل بهذه الحركة أولئك الأشخاص وأحالوها إلى حركة جهل وإفساد" (مجاهد).