يا سيدي القارئ، فماذا يضير الأمة أن تنصرف إحدى جمعياتها للأمور الأخلاقية والاقتصادية، وماذا يفيد الاشتغالُ بالسياسة الضعيفَ المغلوبَ على أمره؟
ولا أحب أن أطيل عليك القول، فسترى التفصيل في مقالات ستأتي إن شاء ربك وفيها بيان موجز عن هذه الجمعية، جمعية الشبّان المسلمين الذين جمعوا بين علوم الدنيا والآخرة، أو على الأصح بين العلم والدين، «جمعية الهداية الإسلامية» التي أُسِّسَت في دمشق في غرة ربيع الأنور من عام ١٣٤٩هـ (١).
* * *
(١) في «الذكريات» خبر هذه الجمعية وقصة تأليفها، تجدونها في الحلقة ٣٣ في الجزء الأول، وفيها: "وأُلِّفت الجمعية وأعلنّا عنها في ردهة المجمع العلمي العربي (في المدرسة العادلية الأثرية)، سمح لنا بذلك رئيس المجمع أستاذنا محمد كرد علي. وكنت أنا الذي تَشرّف بالإعلان عنها في محاضرة دُعيَ الناس إليها، وأعلنت -أيضاً- عنها وذكرت قصة إنشائها وخلاصة قانونها في مقالة (عندي نسخة منها) نُشرت في «القبس» عند صديقنا الأستاذ نجيب الريّس في عدد ٢٩/ ١١/ ١٩٣٠" (مجاهد).