هذا ما وقع في المغرب الأقصى، وهذا ما سيقع لكم إذا أنتم أسلمتم أبناءكم إلى هذه المدارس العاملة على التبشير بالنصرانية والتشكيك بالإسلام، وهذا ما سيقع لكم إذا أنتم ثابرتم على غفلتكم وتفرّقكم واشتغالكم بمصالح أنفسكم، لا تفكرون أبداً في مصالح أمتكم وطرق تقوية دينكم.
فيا أيها الناس ممّن آمن بالله واليوم الآخر: عودوا إلى دينكم، طهِّروا من الفساد بيوتَكم ومن صحبة أهل الضلال نفوسَكم، امنعوا من التبرّج نساءكم ومن مدارس التبشير والإلحاد بناتكم وأولادكم، اعكفوا على كتاب ربكم وسنّة نبيكم، فذلك أولى بكم، ورَحِمَ الله من سمع فوعى وعمل فأخلص.
* * *
= الإسلامية»، وتتابعت المقالات الغاضبة والمندِّدة بحكومة فرنسا و «سياستها الصليبية» في كل جرائد الشرق الإسلامي، في مصر والعراق والشام وفلسطين والحجاز وليبيا وتونس، بل لقد وصل الغضب إلى أندونيسيا التي شاركت جمعياتها الإسلامية الكبرى في تلك الحملة. ورغم أن هذه الردود العنيفة كلها لم تفلح في إلغاء «الظهير» -الذي بقي معمولاً به بشكل رسمي حتى ألغاه السلطان محمد الخامس في أواسط الخمسينيات- إلا أن الأثر الذي رجاه له الفرنسيون لم يتحقق ولم يترك البربرُ الإسلامَ الذي ارتضوه من قبل لهم ديناً (مجاهد).