أو عام؟ لا. فهل يفرّ وينهزم إذا لم يثمر عمله في شهر؟ لا، إن شاء الله.
وإنّا متابعون السير في هذه الرسائل، علّ الله تعالى يوفق أثرياءنا وأغنياءنا إلى بذل قليل من مالهم ننشئ به مجلة إسلامية، يكون فيها متّسَع لما لا تتسع له هذه الرسائل، فيكتب فيها رجال مختلفون يعالج كلٌّ منهم ناحيةً من النواحي التي نحتاج إلى معالجتها في قضيتنا الإسلامية. إن هذه المجلة من أحسن ما يقوم به مسلم لخدمة القضية الإسلامية، لأن الجرائد والمجلات هي المعلّم السيَّار الذي يكلم كل إنسان ويدخل كل دار، ويبث الشرور والمفاسد إذا كان فاسداً شريراً، والصلاحَ والخير إذا كان صالحاً خيّراً.
فمن أي النوعين جرائدنا ومجلاتنا؟ ليُجِبْ القارئ كما يريد، وإنما ليسمح لي أن أقول له:
(١) إن قضية البربر -على عظمها وجلالها- لم تنل من صفحات جرائدنا «الإسلامية!» إلا بضعة أسطر من الصفحة الثالثة نُشرت كخبر بسيط بجانب خبر قدوم جوقة موسيقية وخبر الدعوة إلى راقصة أو مغنية!
(٢) وإن بلاغ الحكومة الرسمي بترخيصها لناد من النوادي بتعاطي القمار قد مَرَّ دون أن تعلّق الجرائد عليه شيئاً، ومعنى هذا أنهم أحلّوا القمار وقد حرّمَه الله، ومن استحلَّ حرمات الله فقد كفر!