أم المخنَّثون؟ والعلماء أم الجاهلون؟ والصادقون أم المنافقون؟
أما فنحن فإنّا متعصبون، ندافع عن التعصب وننتصر له على رغم أنف من يأبى، لأن فيه حفظ ديننا وبقاء كياننا وسعادتنا ونجاحنا، ولأن هؤلاء المجددين يراؤون بالإلحاد رياء وقلوبهم وجوارحهم تشهد -لو أنطقها الله- إنهم لكاذبون، ويجذبون إليهم هؤلاء الشبان الذين جهلوا الدين فلم يعرفوه، فنبذوه وعادَوه، ثم ذهبوا فتعلقوا من الأوربي بذنَب فرسه، فهي أبداً تجرّهم وهم أبداً معها، ولكن نصيبهم منها ما يخرج منها! يمسحون به رؤوسهم ويغسلون به وجوههم وأيديهم إلى المرافق وأرجلهم إلى الكعبين، وينادون: لتحيَ الحضارة وليسقط الجمود!
وقد سوَّلَت لهم أنفسهم أنهم قادرون على هدم الدين بمقالاتهم وفصولهم، ورُبّ مقالة تنطق -لو نطقت- بخزي صاحبها ولعنه! ورُبّ كاتب ما خلقه الله في عيّه وضعفه إلا لتظهر منزلة البليغ في قوّته واقتداره! وقَلَّ فيهم مَن يبصر مداخل الكلام ومخارجه ويميز شريفَه من مرذوله وبليغَه من ساقطه. وما كل مَنْ خَطَّ بالقلم كاتباً ولا كل مَن لوّحَ بالسيف بطلاً! وإن هناك لشيئاً اسمه الغرور، وإن وراءه لشيئاً اسمه العجز.
على أن الخطب قد عَمَّ والبلية قد عظمت، حتى إن امرأة في حماة عطس الشيطان في منخرها وزيّن لها، فأخرجت وُرَيقات سمَّتْهَا «مجلة»، عملت فيها على إحلال قرارات المؤتمر النسائي (أو ما لست أدري أيّ شيء يُسمّى مَجْمَع نسوة سافرات متبرّجات مائلات مميلات) محلَّ آيِ الله وَوَحْيه، وحَسِبَت كما حسب