جمعهم وتلقي الشقاق بينهم، فعاجلوها بيقظة سريعة وحَّدَت صفوفهم، فإذا هي كالبنيان المرصوص. علّمتهم العمل لنهضة الأمة، فاتفقوا على مساعدتها أدبياً بتحذيرها من الخطر الداهم، وتعليمها الاتحاد والتعاون بذلك المثل الذي ضربوه لها من أنفسهم، وعلى مساعدتها اقتصادياً بعهد قطعوه على أنفسهم أن لا يشتروا إلاّ بضائعها ولا يُقبلوا على غير مصنوعاتها.
قد استيقظوا، ولكنهم لم يَعْدلوا بالعروبة والإسلام شيئاً، ولم تخدعهم عنهما فرعونية خدعت بعضاً من طلاب مصر، ولا فنيقية خدعت بعضاً من سخفاء لبنان!
* * *
فيا إخواني طلابَ دمشق: سيروا إلى غايتكم قُدُماً بهمّة عظيمة وإيمان قوي، وثابروا على عملكم، وأفهموا العالم كله أنكم طلاّبٌ بَرَرة بماضيكم وأمتكم، وأنكم لا تنقضون لها عهداً ولا تبخلون عليها بشيء، والله ناصركم ومؤيدكم.