للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبُدِّلَت الأرض غيرَ الأرض والسماوات، فابقَ في ذمة التاريخ.

يا يوم الاستقلال، لقد فقدناك، فعليك وعلى من فقدنا معك ومن أجلك السلام! (١)

* * *


(١) بعد الإطاحة بالسلطان عبد الحميد الثاني صارت بلاد الشام تحت حكم الاتحاديين، وهؤلاء أساؤوا إلى الإسلام وأساؤوا إلى العربية، وما كانوا منه ولا كانوا منها. ثم قذفوا الدولة العثمانية المريضة في حرب طاحنة لا علاقة لها بها فأجهزوا عليها، وحين هُزموا في الحرب انسحبت بقايا جيوشهم من الولايات العربية. في تلك الظروف الحالكة وُلد في الشام ما بدا لأهل ذلك الزمان استقلالاً، لكنّ اليد الغريبة كانت تدير المؤامرة من وراء الستار: لقد قرر المنتصرون في الحرب العامة (العالمية الأولى) اقتسامَ أملاك الدولة كما يقتسم الجائعون رغيفاً من الخبز! وما لبث الفرنسيون أن دخلوا الشام ولمّا يَمْضِ غيرُ عامين على ما حسبه الناس استقلالاً، فثَمّ وُئد هذا الاستقلال وضاعت البلاد (مجاهد).

<<  <   >  >>