وأن تكوّن عقولَهنّ قبل تكوين ثيابهن، وأن تنشر فكرة التجديد صحيحة سالمة لا مشوَّهة مبتورة، وأن لا تعمد إلى مخالفة الحياة وقوانينها الصالحة، بل تخضع لهذه القوانين.
وإن قوانين الحياة الصالحة لتنكر -بلا شك- استبدادَ الرجل الحاضر وظلمَه وقسوتَه على المرأة، وتريد أن تقسم بينهما الأعمالَ بحسب الاستعداد الجسمي والعقلي، والمُتَعَ والملاذَّ البريئة بالتساوي. ولكن للرجل (وهذه هي ميزته الوحيدة) حق الإشراف على تنفيذ هذه القوانين وتطبيقها، وهي لها حق الاعتراض. وليس له أن يدعها في الدار وحيدة متألمة ليسمر مع رفاقه في ... حيث لا أدري، وكذلك لا تتركه هي في البيت وتذهب مع رفيقاتها، أما الأولاد فيقومان معاً بتربيتهم وتعليمهم، ومن هنا نشأت ضرورة تعليم الأم المبادئ الأولية للعلوم وتثقيفها الثقافة الحقيقية.
هذا هو الحق، وبناءُ الأسرة السعيدة لا يقوم على غير هذا، أما النزوات الفكرية واتّباع مصادر «الموضة» في باريس وما يصدر عنها من سخف وبلادة فلا يعمل إلا على هدم الأسرة. وإذا ما أصرّ النساء -بعد ذلك- على اتّباع الرأي الذي يسمونه الدعوة إلى «حرية المرأة» فيجب على الرجال أن يهيئوا -منذ الآن- لجان المطالبة بحقوق الرجل وتخليصه من ظلم المرأة!