لأن الروح الجامعية، روح البحث الحر المفروض وجودها في كل جامعة، ضروريةٌ لبناء نهضتنا الآتية، فاتُّهِمْنا بموالاة أشخاص والدفاع عنهم! وأنا الذي لم ينتسب عمرَه إلى حزب ولم يأخذ على مقالة أجراً لا بالواسطة ولا مباشرة، ولم يؤجّر قلمه هذا الضعيفَ لمخلوق!
* * *
والخلاصة أن في سوريا نهضة لا يمكن إنكار وجودها، ولكنها ضعيفة مضطربة، فيجب أن تُقوّى بالأدب وتُغذّى بالحركة الفكرية، ليتسنى لها البقاء والنجاح ولا يعتريها الفشل والخذلان الذي سيحيق بها حتماً إذا بقيت سائرة في طريقها الحاضرة: لا أدباء يرسمون لها الخطط ويحفزون لها الهمم، ولا زعماء يقودونها ويوحّدون صفوفها ويعبّرون عن مقاصدها، ولا مصلحين يعالجون أدواءها الاجتماعية ويفتّشون على أدويتها ... هذا هو اللب، وما عداه فقشور يابسة وزَبَد يذهب جفاء!