للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الباطل حقاً وتحيل الظلام نوراً!

أما إننا لا نريد أن نثبت لهم الصواب، وليس يؤذينا ضلالهم ولا ينفعنا إيمانهم، وسواء لدينا أأخرسهم الحق أم أنطقهم الباطل، ما داموا في الهوان علينا حيث هم في الهوان على الحق، ولكنا نريد أن نقول:

لو أن السيادة كانت لنا في بلادنا لما تجرؤوا على مثل ما تجرؤوا عليه، ولما استطاعوا أن يأكلوا خبزنا ويسبّوا ديننا، ولو أننا شعب حي لا يبعث بأبنائه إلى أعدائه لبقيت مدارسهم خالية، يبشرون الجدران لا الصبيان، ويبثّون سمومهم في المقاعد لا في القصائد ... فلنتعلم كيف نكون شعباً حياً! (١)

* * *


(١) كُتبت هذه الكلمة سنة ١٩٣٢ ولم تُنشَر قط، إنما أخذتها عن أصل مخطوط. ولو أنني رأيتها بنت يومها، تولد في أوله وتموت في آخره، لأعرضت عنها وما نشرتها، ولكني وجدت اليوم كالأمس، وإنما كانت الشام مغلوبة وفرنسا غالبة فصارت أميركا الغالبةَ والعراقُ المغلوبَ. وحيث كنا المغلوبين والأجنبيُّ الغالبَ استأسد في أرضنا المبشِّرون، وإنما هم أُسّ الاستعمار وأساسه المتين، فحيناً تجدهم له سابقين وحيناً به من اللاحقين! (مجاهد).

<<  <   >  >>