= بالحكمة والموعظة الحسنة وكرهوا التغيير بالقوة والعنف، ومنهجهم الفقهي يجمع بين الفقهين المالكي والحنبلي، وإن كانوا أقرب إلى تبني الاجتهاد ومحاربة التقليد. والسنوسيون يبالغون في الاهتمام بالعبادات ويَدْعون إلى الزهد، وهذا الجانب في دعوتهم جعلهم قريبين من الصوفية، لكن هذا القرب لم يمنعهم من أن يكونوا شديدي العداء لانحرافات الصوفية والإنكار على بِدَعهم وشركيّاتهم. وقد بلغت الدعوة السنوسية مبلغاً عظيماً من القوة وانتشرت زواياها من مصر إلى مراكش ومن البحر الأبيض إلى جنوب الصحراء، بل لقد جاوزت الشمال الإفريقي وصولاً إلى الهند وإلى الملايو في الشرق الأقصى. وللسنوسيين دور عظيم الأثر في الجهاد الإسلامي في الشمال الإفريقي، ومن أشهر قادتهم عمر المختار الذي كان تلميذاً للشيخ المهدي السنوسي. ومن شاء الاطلاع على القصة الكاملة لهذه الدعوة المباركة فليقرأ الكتاب الوافي للدكتور محمد علي الصلابي: «الثمار الزكية للحركة السنوسية» (مجاهد).