أما الذين لم يتعلموا من «النقد» إلا باب السبّ والشتم فلا نحفل بهم، ولا نقيم لهم وزناً، ولا نرد عليهم، ولا نقابل قولهم بمثله:
ومَنذا يعَضُّ الكلبَ إن عَضّهُ الكلبُ
بل نقنع من رضا الناس برضا عقلائهم وذوي الرأي فيهم:
إذا رَضِيَتْ عنّي كرامُ عَشيرتي ... فلا زال غَضباناً عليَّ لئامُها
* * *
هذا منطق المجمع وذاك منطق خصومه؛ ندعوهم إلى نقدنا النقد الصحيح فيسبّوننا السبّ البذيء، ونقول لهم: اعملوا ونحن معكم، فيقولون لنا: اعملوا أو لا تعملوا فنحن عليكم. فاحكموا -يا أيها القراء- بيننا. دُلّونا على الرجل العالِم البليغ بين خصوم المجمع وأنا أناظره علَناً، وأَعِده أمامكم وعداً صادقاً أنني أخضع للحق إن ظهر أن معه الحق.
دُلّونا على العاقل بينهم يأخذ على المجمع زلّة أو يخالفه في مسألة، يثبت أنه هو المصيب فيها ونحن المخطئون، لندَع خطأنا ونعود إلى صوابه. يقولون: حفلة المازني ... أنا لم أحضر الحفلة التي أقامها المجمع لتكريم المازني في دمشق ولكن إخواني حضروها، فقولوا لي ما الذي أخذتموه عليها حتى أميل معكم إلى الحق الذي تقولونه، أو تميلوا أنتم عن الباطل الذي تفترونه.
أما السبّ والشتم فنحن والله أقدر عليه لو أردناه، ولا يُعجِزنا إذن أن نكيل لهم الصاع سبعة أَصْوُع وأن نَحْطِمهم كما