لنبدأ بجمع المال لإنقاذ فلسطين، ليقدّم كلٌّ ما يستطيع لا يخجل به مهما قلّ. أنا رجل مفلس، ولكني أستطيع أن أقدّم نصف ليرة كل شهر، فليقدم كلٌّ ما يستطيع. إن السائل الذي يمدّ يده إلى الناس يستطيع أن يقدّم نِكلة في الشهر، فليقدّمها. نكلة في الشهر، وقرش في الشهر، وفرنك في الشهر، وربع ليرة في الشهر، ونصف ليرة في الشهر (١) ... تجمع مبلغاً ضخماً من المال يكون له أثره في إنقاذ فلسطين.
* * *
الأدب، ثم المال، ثم الدم ... هذه هي أركان الحياة؛ فإذا كان فينا مخلصون فليسيروا في هذا الطريق بخطوات سريعة وثابتة.
يا أيها الناس، إخوانكم يُطرَدون من ديارهم ويموتون، فاشتروا حياتهم بمالكم. إن شبح الموت يلوح في أدنى الأفق، ولا يجوز الصبر يوماً واحداً. إن النار إذا بلغت فلسطين فإننا نحترق لا محالة.
* * *
(١) «النكلة» نصف قرش سوري، ولم أدركها، و «الفرنك» خمسة قروش، وقد أدركته مدّةَ طفولتي وشبابي. وكانت الليرة عشرين فرنكاً (أو مئة قرش)، وقد انقرض ذلك كله اليوم وصارت الليرة هي أصغر قطعة نقدية في البيع والشراء (مجاهد).