للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

-حيث أنزلنا الملك ضيوفاً عليه- أقبل علينا وفدٌ من الطلاب النابهين، جاؤوا يحملون إليّ تحيّات إخوانهم وسلامهم. فاستقبلتهم في بهو الفندق الفخم وحدثتهم وحدثوني، فإذا أنا بين فِتية يعرفون أدباء سوريا وعلماءها، ويَتْلون عليّ من شعر خير الدين ومَرْدَم والبِزِم وجبري (١)، ويحدثونني عن كُرْد علي ومصنفاته (٢)، ومعروف ورواياته (٣)، ويقرؤون عليّ من شعر العطار والزركلي والمحاسني (٤). وإذا هم أَعرَف بما كتبت وألّفت مني أنا! فامتلأت نفسي سروراً بهم وإكباراً لهم، لحرصهم على الأدب واهتمامهم بأهله، وعطفهم على أدبنا وعنايتهم بأدبائنا. ثم أهدوا إليّ طائفة صالحة من الكتب التي أخرجها أدباء الحجاز الشباب، ثم تكرّموا فدعوني إلى حفلة تكريمية تقام مساء الغد، فحاولت أن أشكر لهم فضلهم عليّ واجتهدت في أن أتخلص من


(١) خير الدين الزِّرِكْلي، وخليل مَرْدَم بك، ومحمد البزم، وشفيق جبري؛ شعراء الشام الأربعة الكبار يومئذ. انظر الذكريات ١/ ١٦٥ - ١٦٦ (مجاهد).
(٢) محمد كرد علي، له في «الذكريات» أخبار كثيرة، سمّاه مرة «أستاذ أساتذتنا» ووصفه في مرة أخرى بأنه «أستاذنا وأستاذ كل من خطّ في الشام بقلم في مطلع هذا القرن الميلادي»، انظر جملة من أخباره في أول الحلقة ٣٧ من الذكريات (مجاهد).
(٣) معروف الأرناؤوط، أشهر رواياته «سيد قريش»، وانظر أخباره في الحلقة ٣٥ من «الذكريات» (مجاهد).
(٤) أنور العطار وسليم الزركلي وزكي المحاسني، شعراء من رفاق علي الطنطاوي في «مكتب عنبر»، ولهم أخبار متفرقة في «الذكريات» (مجاهد).

<<  <   >  >>