للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نتساءل عنه وقد علمنا أن لجنة التحقيق التي وقفت موقفاً عادلاً، وحكمت (أو كادت) للعرب قد أغضبت الصهيونيين فأحبوا أن يعاد التحقيق (١)، وأطاعتهم إنكلترا ورَدَّت وفد العرب على أعقابهم خاسرين! نتساءل عن هذا ونحن نعلم أن فلسطين أصرّت على مقاطعة هذه اللجنة الجديدة، وأن العالم الإسلامي كله يؤيد فلسطين فيما أصرت عليه من حقوقها، بل حقوق المسلمين جميعاً.

نتساءل عن هذا، ولا ندري من يجيب.

* * *


(١) هذه هي لجنة «شو» التي تألفت بعد انتفاضة عام ١٩٢٩، وقد اعتبرت أن حكومة الانتداب هي المسؤولة عن تلك الأحداث، وأوصت بضرورة تعديل سياسة الحكومة وتقييد الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وغير ذلك من التوصيات التي اعتُبرت في حينها في صالح العرب. فثار اليهود ثورة عارمة في فلسطين وغير فلسطين وسيَّروا مظاهرات حاشدة في بريطانيا وأميركا حتى استجابت الحكومة البريطانية لهم، وسرعان ما شكلت لجنة أخرى أعادت التحقيق ودفعت الحكومةَ البريطانية إلى إصدار ما سُمّي بالكتاب الأسود، وهو وثيقة بريطانية رسمية مؤكِّدة لوعد بلفور ومتمِّمة له. وكانت هذه الأحداث كلها سبباً في اندلاع ثورة عام ١٩٣٣ التي قادها الشيخ عز الدين القسّام واستُشهد فيها هو وأصحابه، ويعتبر المؤرخون أن ثورته هذه هي المقدمة التي قادت إلى اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى سنة ١٩٣٦ (مجاهد).

<<  <   >  >>