ولم يعمل شيئاً فليس إلا اليأس من معونته والانصراف لجهة ثانية تحقق هذا الغرض المنشود.
لقد تكلمنا في المقال الثاني من هذه «المشاهدات والأحاديث» عن الإهمال العظيم للّغة العربية الذي سبّبه هذا البرنامج، وبينّا لهم القصور الكبير الذي بدأ يعتري الطلاب في لغة الضاد. ولا نريد أن نعود هنا فنعيد ما قلناه، بل نريد أن نُعْلم الناس أن هذه البرامج لم تهمل التاريخ واللغة فقط، بل أهملت الدين قبل كل شيء، فنزعت من علومه كل صبغة رسمية ولم تجعل لها دخلاً في الفحص، ولا ينال الطالبَ من جراء جهله بها شيء من العقاب أو الجزاء.
* * *
خاب الأمل وضاع كل رجاء في تعديل هذه البرامج على يد المجلس، وليس لدينا طريق آخر لتعديله، فماذا نصنع؟ أنرضى بأن ينشأ أبناؤنا منشأ فيه من العقوق لدينهم ولغتهم وتاريخهم ما فيه؟ أنرضى بأن يكون بناء مستقبلنا مزعزعاً مضطرباً يقوم على عواتق أناس لا نثق بهم؟ أنرضى بهذا كله ولا نصنع شيئاً، أم نكتفي بأن ننادي (ونعلم أنه لا حياة لمن ننادي)؟
أنا لا أدري ما الجواب، فليقله لي القارئ إن كان يعلم، وسلام عليه إن فهم ما أريد!