للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عالونَ كالشمس في أطراف دولتها ... في كل ناحيةٍ مُلْكٌ وسلطانُ

وحيث مسجد بني أمية خالص لبني أمية، ومنبره يسعى -لو كان به سعي- لخطباء بني أمية، والمسلمون يهتفون في مشارق الأرض ومغاربها للخلفاء من بني أمية. وحيث رب القصر ينطق بالكلمة، فتحملها الرياح إلى البوادي والفلوات والمدن والبلاد والجبال والتلال، فلا تبقى في الأرض بقعة لا تبلغها ولا في الدنيا جبار لا يخضع لها ويطأطئ برأسه لجلالها. وحيث راية بني أمية يحملها قُتَيبة والمغاوير من جنده إلى الهند فيرفعها على جبالها، وطارق والأشاوس من رجاله إلى الأندلس فينشرها في أرجائها، وحيث الناس ما بين الهند والأندلس رعية بني أمية، يدعون لبني أمية ويعيشون بالأمن والسعادة في ظلال بني أمية.

لبني أمية الله! لقد هُدمت قصورهم الشمّاء وعَفَتْ آثارها، وحالت مصبغة! (١)

* * *


(١) في آخر الحلقة الثامنة عشرة من «ذكريات» علي الطنطاوي قال: "سوق القباقبية كان في موضعه «الدار الخضراء»، دار معاوية وأكثر الخلفاء من بني أمية ... كل ما في الدنيا يولد ويموت ويعزّ ويذل، فالدار الخضراء التي كانت يوماً عاصمة الدنيا وسرّة الأرض، ومنزل الخلفاء من بني أمية الذين كانوا يحكمون ما بين قلب فرنسا وقلب تركستان وأطراف باكستان، وكانت محط الآمال ومطمح أنظار الرجال، صارت سوقاً للقباقيب! ولم يبقَ من اسم «الخضراء» إلا مصبغة صغيرة تحت الأرض هي المصبغة الخضراء! " (مجاهد).

<<  <   >  >>