وساقيها! (١) مسلم أولاده باديةٌ عوراتُهم إفرنجيةٌ مدارسُهم، يعرفون عن المسيح أكثر مما يعرفون عن محمد عليه صلاة الله وسلامه! مسلم يدخل المسجد مرة في العام، ولا يلبث يوماً لا يدخل فيه مقهى أو مسرحاً!
مسلم تقول له: قم فَصَلِّ، فيقول لك: أهي بالصلاة؟ تقول له: صُمْ، فيقول لك: أهو بالصوم؟ تقول: اذكر الله وصلِّ على محمد، فيقول: أهي بالذكر والصلاة على محمد؟ فيا ابن اللَّخْناء، يا أحمق! إذا لم يكن الدين بالصلاة وإذا لم يكن بالصوم وإذا لم يكن بالسنن والأذكار، فهل يكون الدين بحضور حفلات الرقص والجلوس إلى موائد الخمر؟
لا، نحن لا نريد أن نَحْمل الناس كلهم على الإسلام، ولكننا نريد أن نبيّن للناس أن المسلم لا يستطيع أن يشرب الخمر وهو مسلم، ولا يستطيع أن يسمح لنسائه بالسفور وهو مسلم! نريد أن نعلن براءة الإسلام من هؤلاء «المسلمين الجغرافيين»، الذين هم مسلمون في تذاكر النفوس وأسماء الآباء، وكافرون فيما وراء ذلك. نريد أن نعود إلى الدين.
نعم، إن الصحافة صاحبة الجلالة تسدّ بابها في وجه أنصار الدين لأنهم غير مجدِّدين كتجديدها، ولكن الدين لا يموت إذا
(١) السَّحْر هو أعلى البطن الذي يتصل بالمريء، ومنه قول عائشة في وصف وفاته عليه الصلاة والسلام: «مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سَحْري ونَحْري»، والنحر هو أعلى الصدر أو موضع القلادة منه؛ أي أنه قُبض صلى الله عليه وسلم وهو مستند إلى صدرها رضي الله عنها (مجاهد).