فرق بين صباح هذا وصباح ذاك، وأيّ جزاء يصيب به الله هؤلاء أكثر من حرمانهم هذه اللذة التي تتقطع دونها الأعناق؟
ويصاب الملحد بالمصيبة فتضيق به الدنيا، فلا يجد مخلصاً له إلا الانتحار أو الفرار، ويصاب المؤمن فيقول:"إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهمّ أنت وهبت وأنت أخذت، فلا حول ولا قوة إلا بك"، ثم يدعها لله فيبدله الله خيراً منها ويرزقه الصبر على فقدها.
ألا إن السعادة والهناءة في هذه الحياة الدنيا لا تأتي إلا من طريق الإيمان، ولا يعرف الإيمانَ إلا مَن ذاق لذته وخالطت قلبَه حلاوتُه، وأما من طمس الله على قلبه وضرب على فؤاده فلا يشتمّ ريحه ولا يدرك له مغزى.
ألا فليأذن هؤلاء المجدِّدون بحرب من الله ورسوله، فقد وقفنا أنفسَنا على كشف عيوبهم وإبداء سوءاتهم، حتى يعرفهم الناس كما هم لا كما يريدون أن يعرفوهم! وفّقَنا الله إلى التنكيل بهم أو وفّقَهم إلى الرجوع إلى دينه، إنه سميع يجيب الدعاء.