ثالثًا: أن في هذا الكتاب بيان لصور كثيرة مغلوطة مخالفة للكتاب والسنة، مع ضرب الأمثلة العملية من واقع الناس والتي تخالف الصواب، ولا شك أن مثل هذا وهو ذكر الصور المغلوطة مع ضرب الأمثلة الواقعية مما يبين الحق ويوضح الطريق المستقيم، الذي أمر الله عز وجل به عباده أن يسلكوه؛ لأن الكلام على قضايا الإيمان والتوحيد وما يضاد ذلك من الكفر والشرك لا يتبين إلا بذكر الأمثلة من واقع الناس، وعرض هذا الواقع على الكتاب والسنة. ومثال ذلك ما قاله الشيخ محمد بن عبد الوهاب في بيان حقيقة الدين: اعلم رحمك الله: أن دين الله يكون على القلب بالاعتقاد، وبالحب والبغض، ويكون على اللسان بالنطق وترك النطق بالكفر، ويكون على الجوارح بفعل أركان الإسلام، وترك الأفعال التي تكفر، فإذا اختل واحدة من هذه الثلاث، كفر وارتدَّ.
مثال عمل القلب: أن يظن أن هذا الذي عليه أكثر الناس من الاعتقاد في الأحياء والأموات حق، ويستدل بكون أكثر الناس عليه، فهو كافر مكذِّب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، ولو لم يتكلَّم بلسانه، ولم يعمل إلاَّ بالتوحيد، وكذلك إذا شك، لا يدري من الحق معه، فهذا لو لم يكذب فهو لم يصدق النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهو يقول عسى الله أن يبيِّن الحق، فهو في شك، فهو مرتد ولو لم يتكلَّم إلاَّ بالتوحيد.
ومثال اللسان: أن يؤمن بالحق ويحبه، ويكفر بالباطل ويبغضه، ولكنه تكلَّم مداراة لأهل الأحساء، ولأهل مكة أو غيرهم بوجوههم، خوفًا من شرِّهم؛ وإما أن يكتب لهم كلامًا يصرِّح لهم بمدح ما هم عليه، أو بذكر أنه ترك ما هو عليه، ويظن أنه ماكر بهم، وقلبه موقن أنه لا يضره، وهذا أيضًا لغروره.