نهى أن تجصص القبور، وأن يبنى عليها، ويكتب عليها»، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:«لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج» رواه الإمام أحمد، وأهل السنن.
فنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البناء عليها، وأمر بهدمه بعدما يبنى، ونهى عن الكتابة عليها، ولعن من أسرجها، فنحن نأمر بما أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تسويتها، وننهى عن البناء عليها، كما نهى عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهو الذي افترض الله علينا طاعته واتباعه ....
(منزلة الصحابة في الاتباع)
الوجه الثاني: أن يقال: إذا لم يقنع ولم يطمئن قلبك بما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقلت: العلماء أعلم منا بالسنة، وأطوع لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -.
فنقول أعلم الناس بما أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما نهى عنه أصحابه - رضي الله عنهم -، فهم أعلم الناس بسنته، وأطوعهم لأمره، وهم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، ورضي عمَّن اتبعهم بإحسان.
وفي حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه -: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال:«عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسَّكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة».
وفي الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«خير القرون قرني الذي بعثت فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم».
وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: من كان منكم مستنًا فليستنَّ بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، أبر هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، وإقامة دينه،