واليقين في نفوس أتباعهم، وأنهم بحق على جادة الطريق، وكذا يجعل الجاد في دينه - في كل عصر ومصر - يستطيع أن يرى صورة الصراع كاملة وبأبعادها الحقيقية، وأن يبصر معالم الطريق واضحة، ومن ثم يستطيع القيام بتحديد دوره، والإحاطة بمتطلبات مرحلته الراهنة بوضوح تام ورؤية شاملة.
- الجرأة في عرض الحق، وقبول الصراع، والتحدي عليه، ومن أجله.
- عدم الخوف والانزعاج من النتائج المنبثقة من تجريد عرض الحقائق، ذلك الخوف الذي قد يسبب نوعًا من تمييع الأصول، وعدم الترتيب المنطقي للأدلة، وذلك يوقع لا محالة في الفصل بين العلل وأحكامها، والجمع بين المتناقضات، والتفريق بين المتماثلات في الأحكام والغايات.
- عدم القبول بأنصاف الحلول، ورفض فكرة الالتقاء في وسط الطريق بين أهل الحق وأهل الباطل، لأن هذه السياسة العقيمة - فضلاً عن بطلانها شرعًا - من شأنها دومًا، أن تعمل على طمس هوية أهل الحق، وتمييع دورهم، وتفريغ هدفهم من محتواه الحقيقي، والقضاء على قضيتهم، والنتيجة المتحتمة والمترتبة على ذلك، هى عجز وقصور أهل الحق عن جهاد أهل الباطل، وإبطال قضاياهم المنحرفة، والتدليل على عدم مشروعيتها، وهذا من أعظم ما يؤمله أهل الضلال ويريدونه.
- اتباع سياسة حكيمة راشدة في إخماد البدع، ومحاربة محدثات الأمور، لا سيما بدعة الإرجاء الخبيثة بدركاتها المختلفة، وما تمخض عنها، من تحلل عن الشرائع، وانغماس مزري في وحل الكفر والفسوق والعصيان، وكذا إصباغ الشرعية على كل قوى الطغيان، بدعوى أن أصحابها يقولون:«لا إله إلاَّ الله»؛ والإيمان العاصم للدماء والأموال - في زعمهم - لا يكون