إلاَّ بمجرد نطقها، مع التصديق الكامل بها!!! وها نحن نرى اليوم ربيب الإرجاء الخبيث، الذي نما وترعرع في حضانته، وتحصن بحصنه - الغير حصين - ألا وهو العلمانية الخبيثة ذات الظلال العفنة والظلمات المتراكمة.
وكل ذلك كان بسبب عدم مواجهة الحركة الإسلامية لآثار الإرجاء العقيمة، ومقارعة أقطابه، وبيان فساد منهجه، وخطورة ردود أفعاله على الإسلام والمسلمين.
- الحرص الشديد على التسلح بالدليل، ومنازلة الحجة بالحجة، ومقارعة البرهان بالبرهان، مع رفض التقليد، وإباء الاتباع المذموم، ومن ثمّ خرَّجت هذه الدعوة - بفضل الله سبحانه - العامي الراسخ في دينه، والذي يغلي بحق ألفًا من علماء المشركين، ناهيك عن العلماء والحفاظ والدعاة وطلبة العلم، الذين خرجوا وما زالوا يتخرجون من جامعة هذا التراث.
- هذه الدعوة تمثل امتدادًا ضاربًا في أعماق التاريخ، لمدرسة العالم الرباني، شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم المعروف بابن تيمية الحراني الدمشقي، ومن ورائه تلميذه الإمام العلاَّمة ابن قيم الجوزية.
وبأدنى نظر في تراث شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب نجد أن كل، أو جل مسائله، ودلائله وردوده، وتقريراته، مستقاة كاملة، أو شبه كاملة من تراث شيخ الإسلام إمام الأئمة، جهبذ الجهابذة، أحمد ابن تيمية رحمهما الله تعالى، ولقد صدقت كلمة أحد المستشرقين حيث قال: لقد ترك شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ألغامًا، فجر بعضها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، نسأل الله أن يعين العلماء الربانيين، والدعاء المخلصين على تفجير ينابيع الحكمة، وأنوار الهدى، الساطعة من تراثه الطاهر.