أن بعض الأزمنة أكثر فتنا من بعضها الآخر ..... فقرن الصحابة رضي الله عنهم أقل فتنا من غيره، لاسيما عصر الخليفتين الراشدين - أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما، حيث كان عمر أحد الأبواب الموصدة في وجه الفتن حتى كسر رضي الله عنه بقتله فزادت الفتن وانتشرت.
وعليه: فان الفتن في آخر الزمان أكثر وأشد من أوله .. دليل ذلك ما في البخاري عن الزبير بن عدي قال: أتينا أنس بن مالك رضي الله عنه فشكونا إليه ما نلقى من الحَجّاج فقال: (اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلاّ والذي بعده أشد منه، حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم - صلى الله عليه وسلم -).
وعند الطبراني عن ابن مسعود - رضي الله عنهم - بسند صحيح كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح (١٣/ ٢٣) أنه قال: (أمس خير من اليوم، واليوم خير من غد، وكذلك حتى تقوم الساعة)
وروى الخلاّل في (السنة/ ٩٣) بسنده عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: إنكم لن تروا من الدنيا إلاّ بلاء وفتنة، ولن يزداد الأمر إلاّ بلاء وشدة، ولن تروا من الأئمة إلاّ غلظة، ولن تروا أمرا يهولكم ويشتد عليكم إلاّ حضره بعده ما هو أشد منه، أكثر أمير وشر تأمير) قال الإمام أحمد رحمه الله: اللهم رضينا.