للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جعلنا الله وإخواننا المسلمين من عباده الصالحين.

سابعا: كف اللسان واليد: فلا يشارك في الفتنة بقول ولا فعل لما يترتب على ذلك من إشعال الفتنة وإذكاء نارها، أخرج الطبراني في الكبير والبيهقي في سننه عن الشعبي قال: قال عبد الملك بن مروان لأيمن بن خريم بن فاتك: اخرج فقاتل معنا، فقال: إن أبي وعمي شهدا بدرا وإنهما عهدا إلي ألاّ أقاتل رجلا يشهد ألاّ إله إلاّ الله، فإن أتيتني ببراءة من النار قاتلت معك، وإلاّ لا حاجة لنا فيك.

وعند الداني في السنن الواردة في الفتن (١/ ٣٤٥) أن رجلا قال لحذيفة: إذا اقتتل المسلمون فما تأمرني؟ قال: انظر أقصى بيت في دارك فلج فيه، فإن دخل عليك فقل: ها بؤ بذنبي وذنبك.

وهذا الذي قاله هؤلاء الأجلّة من السلف هو ما أوصى به النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض أصحابه، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكرت عنده الفتنة فقال: إذا رأيت الناس مرجت عهودهم وخفت أمانتهم وكانوا هكذا ـ وشبك بين أنامله ((قال عبد الله فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك يا رسول الله جعلني الله فداك؟ قال: ((الزم بيتك، وأمسك عليك لسانك، وخذ ما تعرف ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصتك، وإياك وعوامهم)) رواه أحمد وأبو داود وذكره الألباني في الصحيحة (٢٠٥).

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا أبا ذر! قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك. فذكر الحديث .. وفيه: ((كيف أنت إذا أصاب الناس موت يكون البيت فيه بالوصيف)) قلت: الله ورسوله أعلم، أو قال: ما خار لي الله ورسوله. قال: ((عليك بالصبر، أو قال: تصبر)) ثم قال لي: ((يا أبا ذر!)) قلت: لبيك وسعديك. قال: ((كيف أنت إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت بالدم)) قلت: ما خار لي الله ورسوله. قال: ((عليك بما أنت منه)) قلت: يا رسول الله! أفلا آخذ سيفي وأضعه على عاتقي؟ قال: (٠ شاركت القوم إذا)) قلت فما تأمرني؟ قال: ((تلزم بيتك)) قلت: فإن دخل عليّ بيتي؟ قال: ((فإن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق ثوبك على وجهك، يبوء بإثمك وإثمه)) أخرجه أبو داود وابن ماجة وصححه الألباني في الإرواء (٢٤٥١).

<<  <   >  >>