أن لله تعالى وقت الفتن بهذه الأمة ألطافا ورحمة، كيف لا وهو الله الرحمن الرحيم وقد وعد سبحانه نبيه - صلى الله عليه وسلم - بان يرضيه في أمته ولا يسوؤه كما في الصحيح من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وفيه أن الله تعالى يقول:(يا جبريل اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك)
وهذه البشارة الإلهية الكريمة عامة لهذه الأمة في الدنيا والآخرة إذ إن الله سيرضي رسوله في أمته في عاجل الأمر واجله.
والفتن وان كان فيها من البلاء والتمحيص والضيق ما يكون إلا إن لله تعالى في خفايا ذلك البلاء وأعطافه ألطاف ورحمة حقيقة بان تشكر ولا تكفر وتذكر ولا تستر. فمن ذلك:
أولا: أن الله تعالى لا يجمع هذه الأمة على ضلالة أبدا بل الحق فيها دائم ما دامت الأمة وهذا ما تدل عليه أحاديث الطائفة المنصورة كما قدمنا ووجه الدلالة منها: أن طائفة من الأمة باقية على الحق مستمسكة به حتى يأتيها أمر الله وهي على ذلك، وفي مصنف ابن أبي شيبة (٨/ ٦٠٤) بإسناد صحيح كما قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (٣/ ٢٩٦) عن أبي مسعود رضي الله عنه انه قال: (اتقوا الله واصبروا حتى يستريح بر، أو يستراح من فاجر، وعليكم بالجماعة فان الله لا يجمع امة محمد - صلى الله عليه وسلم - على ضلالة).