اعلم أن تنزيل ما ورد من أحاديث الفتن عل الأزمان المعينة أو الأشخاص المعينين على قسمين:
القسم الأول: تنزيل تام: بأن يقول أن المقصود بالحديث الفلاني هو هذا الزمان بالذات أو أن المقصود بالشخص الفلاني المذكور في حديث كذا هو فلان بن فلان ونحو ذلك.
وهذا النوع من التنزيل لا يجوز؛ لما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة والآثار الجسيمة ولو لم يكن في ذلك إلا حصول فتن جديدة ليست هي المقصود بالنص لكفى .. وقد قدمنا في المسالة (الحادية عشرة) كيف أن تنزيل بعض النصوص على بعض الأفراد كالنصوص الواردة في المهدي مثلا قد أدى إلى حصول فتن كثيرة في الأمة سفكت فيها الدماء وانتهكت فيها الأعراض ونهبت فيها الأموال ولا حول ولا قوة إلا بالله.
القسم الثاني: تنزيل جزئي، وان شئت فقل:(تنزيل معنى) بأن يقال: أن معنى ما ورد في النص الفلاني قد وقع شيء منه في زماننا هذا، كحديث " يرفع العلم وينزل الجهل ويلقى الشح " فإن قائلا لو قال: إن زماننا هذا قد وقع فيه شيء مما ذكر فيه لما أنكر عليه أحد، ولكان قوله مقبولا لا يرد. ومن نظر في كلام الأئمة عند شرحهم لمثل هذه الأحاديث رأى ذلك واضحا جليا .. والحمد لله.
فإن قال قائل: فإنه قد وجد في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نزل بعض