أن الفتن الكبيرة العظيمة التي تعم الأمة وتؤثر فيها تأثيراً بالغاً .. قد وصفها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصفاً تاماً لا خفاء فيه ولا لبس ..
- كالدجال مثلاً: فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصفه في أكثر من حديث في الصحيحين وغيرهما وصفاً دقيقاً .. فوصف هيأته، وسبب خروجه، ومن أين يخرج، ومن معه، وما معه، وكم يبقى، وأين يذهب، وكيف يفتن الناس، ومن يقتله ... إلى غير ذلك.
- وكذا المهدي .. فقد بين لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أتم بيان حتى لا يلتبس على أحد من الناس .. فذكر لنا نسبه، وحاله، وزهده، وكرمه، آية ظهوره.
- وإنما كان ذلك من صاحب الشرع درءاً للفتن .. وتبصيراً للناس .. وقطعاً لأهواء أهل الأهواء ..
ولو تأمل المتأمل في بعض الفتن التي وقعت في الأمة لوجد أن السبب فيها هو عدم فهم هذا الأمر .. وعدم الالتفات إليه .. -فالمهدي مثلاً .. لما جهل عامة الناس أمره .. سهل على المستغلين الاستغلال .. فكم ادعى من دعي أنه المهدي، فوقعت بسببه المحن واضطربت الأمور .. وحرّف الشرع، وبدل الدين، وما (غلام أحمد القادياني) منا ببعيد، وقبله الحاكم بأمر (الشيطان) العبيدي، وقبلهم جميعاً المختار بن أبي عبيد الثقفي .. والله المستعان.