الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا}، ووعد من اتبع رسوله وأطاعه بالهداية فقال:{وإن تطيعوه تهتدوا}.
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله! كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال:((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا، فانه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعظوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)) أخرجه أبو داود واللفظ له والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني في ظلال الجنة ح (٣١).
فجعل المخرج عند اختلاف الأمور وظهور المحدثات؛ التمسك بسنته - صلى الله عليه وسلم -.وهذا من الهداية التي وعد الله تعالى بها من اتبع نبيه - صلى الله عليه وسلم -.
ثالثا: مما يكون سببا في الخروج من الفتن:
أن ترجع الأمور إلى أهلها، من أهل العلم والبصيرة إذ لا يصح أن يكثر الخائضون، ولا أن يتعالم المتعالمون لأن أمر الفتن شديد فالقول وقت الفتن لا يكون إلا لأهل العلم قال الحسن رحمه الله كما طبقات ابن سعد (٧/ ١٦٦): (إن هذه الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل) وإنما كان الأمر كذلك لأمور:
أولها: أنهم هم ورثة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهم الأعلم بكتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
وقد قدمنا أن العلم من أعظم الأسباب المنجية من الفتن، وهم أمكن فيه من غيرهم، فكان الأمر لهم دون سواهم.
الثاني: أنهم أشفق على الأمة من غيرهم وأنصح لها ممن سواهم، وذلك لما علموه من دلالة الكتاب والسنة على وجوب البلاغ ومغبة الكتمان.