للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذه جميعها أمور يجب أن يحرس فيها الإمام والقائد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم قطعاً فى هذه الحراسات الخاصة أنه معصوم، ولكنه طلبها أو أقرها تشريعاً لأمته لتقتدى به فى ذلك، ولتتعلم الأخذ بالحذر، والاحتراس من العدو، وحراسة السلطان أو القائد خشية القتل، وفى هذا يقول الحافظ ابن حجر: "وإنما عانى النبى صلى الله عليه وسلم ذلك مع قوة توكله، للاستنان به فى ذلك، وقد ظاهر بين درعين مع أنهم كانوا إذا اشتد البأس كان أمام الكل. وأيضاً فالتوكل لا ينافى تعاطى الأسباب، لأن التوكل عمل القلب، وهى عمل البدن، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "اعقلها وتوكل" (١) .

وقال القرطبى: "ليس فى الآية – يعنى {والله يعصمك من الناس} ما ينافى الحراسة، كما أنه ليس فى أعلام الله نصر دينه وأظهاره، ما يمنع الأمر بالقتال، وإعداد العدد" (٢) .


(١) فتح البارى ٦/٩٦، ٩٧ رقم ٢٨٨٠، والحديث أخرجه الترمذى فى سننه كتاب صفة القيامة ٤/٥٧٦ رقم ٢٥١٧ وقال: حديث غريب، وأخرجه أبو نعيم فى حلية الأولياء ٨/٣٩٠ من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه، وله شاهد من حديث عمرو بن أمية الضمرى رضى الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: أرسل راحلتى وأتوكل؟ فقال له صلى الله عليه وسلم "بل قيدها وتوكل" أخرجه الحاكم فى المستدرك ٣/٧٢٢ رقم ٦٦١٦ وسكت عنه، وقال الذهبى: سنده جيد، وعزاه الهيثمى فى مجمع الزوائد ١٠/٣٠٣ إلى الطبرانى من طرق، ورجال أحدها رجال الصحيح، غير يعقوب بن عبد الله بن عمرو بن أمية وهو ثقة.
(٢) ينظر الجامع لأحكام القرآن ٦/٢٤٢ – ٢٤٤.

<<  <   >  >>