للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- وعن سلمة بن الأكوع رضى الله عنه (١) أنه كان مع رسول اللهصلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل بفرس له يقودها عقوق (٢) ومعها مهرة لها يتبعها فقال: من أنت؟ فقال: "أنا نبى" قال: ما نبى؟ قال "رسول الله" قال: متى تقوم الساعة؟ فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: "غيب، ولا يعلم الغيب إلا الله" قال: أرنى سيفك، فأعطاه النبىصلى الله عليه وسلم سيفه، فهزه الرجل ثم رده عليه، فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم "أما أنك لم تكن تستطيع الذى أردت" (٣) زاد الطبرانى فى روايته، ثم قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: "إن هذا أقبل، فقال آتية فاسأله، ثم أخذ السيف، فأقتله، ثم أغمد السيف" (٤) .

فتأمل يقين رسول اللهصلى الله عليه وسلم بعصمته من القتل، إذ أخبره ربه عز وجل بحال الرجل القادم عليه، وأنه سيسأل رؤية سيفهصلى الله عليه وسلم ليقتله به، ومع ذلك عندما يأتى الرجل يعطيه النبىصلى الله عليه وسلم السيف عندما سأله، ويهز الرجل السيف محاولاً قتل رسول اللهصلى الله عليه وسلم، ولكن يكبته الله ويمنعه، فلا يملك إلا رد السيف إلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم ويخبره بما كان فى نفسه من نية قتلهصلى الله عليه وسلم، وأنه لم يكن يستطيع ذلك، لعصمة الله لهصلى الله عليه وسلم.


(١) صحابى جليل له ترجمة فى: أسد الغابة٢/٥١٧ رقم٢١٥٥، والاستيعاب٢/٦٣٩ رقم ١٠١٦، ومشاهير علماء الأمصار ص٢٨ رقم٨٠، والإصابة٢/٦٦ رقم٣٣٧٤.
(٢) أى حامل، يقال عقت له فرسه، أى: حملت. النهاية فى غريب الحديث٣/٢٥١.
(٣) أخرجه الحاكم فى المستدرك١/٤٩ رقم١٤ وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبى.
(٤) أخرجه الطبرانى فى الكبير٧/٢٠ ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد٨/٢٢٧.

<<  <   >  >>