للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. فتأمل كيف أن الله عز وجل لم يحرم التمتع بالزينة، وأكل الطيبات إذا كانت من كسب الحلال، ومع ذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النظر إلى زينة الحياة الدنيا، وهى من المباحات، فكيف يحرم النظر إليها؟! "إن ذلك ما هو إلا لأن الله تعالى أخذ الأنبياء بمثاقيل الذر لقربهم عنده، وحضورهم، وتجاوز عن العامة أمثال ذلك، فإن الزلة على بساط الآداب، ليست كالذنب على الباب، كما لا يخفى على أولى الألباب، ممن قالوا: حسنات الأبرار سيئات المقربين" (١) .

... وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: "إنه لا ينبغى لنبى أن تكون له خائنة الأعين" (٢) يعنى: الإشارة بالعين فى الأوامر حتى يفصح بها، والإشارة بالعين فى الأوامر مباحة لغير الأنبياء، لكن نهى عنها الأنبياء تنزهاً وتأكيداً لرفع الالتباس" (٣) .


(١) شرح الشفا للقارى ١/٦٩، ويراجع ص١٢٧.
(٢) أخرجه أبو داود فى سننه كتاب الحدود، باب الحكم فيمن ارتد ٤/١٢٨ رقم ٤٣٥٩، وفى كتاب الجهاد، باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام ٣/٥٩ رقم ٢٦٨٣، وصحح إسناده ابن تيمية فى الصارم المسلول ص١٠٩، وأخرجه النسائى فى سننه كتاب تحريم الدم، باب الحكم فى المرتد ٧/١٠٥ رقم ٤٠٦٧، والبيهقى فى سننه كتاب الجزية، باب الحربى إذا لجأ إلى الحرم، وكذلك من وجب عليه الحد ٩/٢١٢ والحاكم فى المستدرك ٣/٤٧ رقم ٤٣٦٠ وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبى.
(٣) تنزيه الأنبياء لعلى السبتى ص٨٤، ٨٥، وينظر: الخصائص الكبرى للسيوطى ٢/٤١٤.

<<  <   >  >>